أخبار وطنية من بينهم نساء حوامل: 40 إفريقيا وعربيا عالقون قبالة سواحل جرجيس ينتظرون "رحمة تونس"
تمسك ربان الجرار البحري ساروس 05 وطاقمه برفض معدات الإيواء لـ 40 مهاجرا غير نظامي يقيمون على متن جراره منذ ما يزيد عن الأسبوع في حين قبل مرغما المساعدات الغذائية والمراقبة الطبية التي يقدمها الهلال الأحمر التونسي لهم.
وكان الجرار البحري التونسي نجح في إنقاذ مركب مطاطي بالمياه المالطية عليه 40 مهاجرا غير نظاميا منهم 8 نساء إثنان منهما حوامل في الشهرين الخامس والثاني جميعهم من جنسيات مختلفة وفق تصريحهم وهي الكاميرون، بن غلاداش، غينيا، مصر، كوتديفوار، صومال، سينغال، نيجيريا وسيراليون.
أسباب الرفض عددها ربان الجرار علي الحاجي في تصريحه لموقع الجمهورية تتمثل في غياب التأمين لهؤلاء، حيث يمثل بقاءهم على سطح الجرار خطرا على حياتهم لعدم توفر مكان لإيوائهم فضلا عن غياب المتابعة الصحية اللازمة وهو ما يخلق بعض التخوفات من إنتقال مرض معين.
وأكد الحاجي أن بقاء الأفارقة على متن جراره عطّل مصالح الطاقم المتكون من 14 شخصا "حتى أن عددا منهم لم يستطيعوا العودة إلى مدنهم لعدم السماح للمركب بالدخول إلى الميناء التجاري بجرجيس" إضافة إلى الخسائر المالية التي تكبدها الطاقم لبقاء جرارهم في وضعية خارج العمل.
ويشوب موضوع بقاء المهاجرين غير النظاميين قبالة سواحل جرجيس، الغموض لعدم تجاوب السلط مع المقالات الإعلامية في الموضوع، ورغم إتصال موقعنا بوزارة الدفاع ووزارة الداخلية ووزارة الخارجية إلا أنه لم نتحصل على اي رد واضح لتفسير قرار الإبقاء عليهم في عرض البحر منهم 3 حالات إستعجالية تتطلب تدخلا عاجلا منهم من يحتاج إلى عملية جراحية على مستوى البطن.
ووفق المعطيات التي تحصلنا عليها، فإن بقاء المهاجرين غير النظامين في سواحل جرجيس يعود إلى فرض الدولة سيادتها أمام تخلي السلط المالطية عن واجبها بإعتبار أن المتضررين كانوا في منطقة البحث والإنقاذ البحري الخاصة بها وأنسحبت من المسؤولية بعد أن أوهمت الجرار البحري بقدومها لأخذهم حال إنقاذهم من الموت كما زادت وضعيتهم القانونية بالنسبة لوزارتي الدفاع والداخلية تعقيدا لإجتيازهم الحدود التونسية خلسة وهو ما يخلق إشكالا أخرا في التعامل معهم..
وهنا دعا الهلال الأحمر بمدنين الدولة التونسية إلى مراعاة الوضع الصحي للمهاجرين الأفارقة والتدخل إنسانيا لإيوائهم بمبيت طريق بني خداش بمدنين إلى حين إتمام إجراءات ترحيلهم إلى بلدانهم عن طريق منظمة الهجرة الدولية مكتب جرجيس.
نعيمة خليصة
